.
.
لقد كان ( صِلةُ بن أشيم العدوي ) رحمه الله ، يرفض الدعوة التي تقوم على الشدّة والغلظة ، بل كان يرفع شعار البسمة والرحمة في دعوته لكل من حوله ، وتعالوا بنا لنتعايش مع موقف من مواقف دعوته الرحيمة
.
فقد كان في كوكبة من أصحابه ، يتحدثون في أمر دينهم ويتسامرون ، وبينما هم على هذه الحال مَرَّ بهم شاب ناضر الشباب رائع المحيا ، وقد أطال الشاب ثوبه حتى جعل يجره على الأرض إعجاباً بنفسه ، وقد تبختر في مشيته ، فثار أصحابه على الشاب وأرادوا أن يؤذوه بألسنتهم ، فقال لهم صلة بن أشيم : دعوني وإياه ، أكفكم أمرهُ ، ثم قال للشاب في رفق وتودد : يا ابن أخي ، إن لي عندك حاجة ، فتوقف الشاب على المسير وقال : وما هي يا عم ؟
.
فقال صِلةُ بن أشيم : أن ترفع ثوبك ، فإن ذلك أنقى لك ويحفظك مما تحمل الأرض ، وأتقى لربك ، وأقرب لسنُّة نبيّك
.
فخجل الفتى وقال : السمعُ والطاعةُ يا عم ، ثم بادر ورفع إزاره ومشى معتدلاً
.
فنظر صِلةُ لأصحابه قائلاً : ما رأيكم ؟ إن هذا أحسن وأجود مما كنتم تريدون ، ولو أنكم ضاربتوه لضاربكم ، وأبقى إزاره مرسلاً يمسحُ الأرض ، فتبسّم أصحابه وشكروا له حُسن صنيعه ، وجمال الحلم فيه
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / عصر التابعين – أ. عبدالمنعم الهاشمي – ص378 / ص379
.
.