حاول أعداء تاريخنا أن يصوروا هارون الرشيد بصورة شارب الخمر الماجن ، صاحب الجواري الحسان والليالي الحمراء ، الظالم المستبد ، مع أنه كان من أعظم خلفاء الدولة العباسية جهاداً وغزواً وإهتماماً بالعلم والعلماء
.
تولى هارون الرشيد الخلافة بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما الخليفة المهدي وذلك في ليلة السبت ( السادس عشر من ربيع الأول سنة 170هـ / الرابع عشر من سبتمبر 786م ) وكان عمره آنذاك 25 سنة ، وكان يكنى بـ أبي موسى ، فتكنى بأبي جعفر
.
وكان هارون الرشيد معروفاً بتوقير العلماء ، وتعظيم حرمات الدين ، وبُغض الجدال والكلام ، وحُب السُّنة ، قال القاضي الفاضل في بعض رسائله : ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله
.
ولما بلغه موت عبد الله ابن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر
.
قال أبو معاوية الضرير : ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي ورويت له حديثه [ وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل ] فبكى حتى انتحب
.
وأخرج الإمام المؤرخ ابن عساكر عن الإمام ابن علية ، قال : أخذ هارون الرشيد زنديقاً (فاسد العقيدة) فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق : لم تضرب عنقي ، قال له : أريح العباد منك
.
قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلها ما فيها حرف نطق به
.
قال هارون الرشيد : فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزارى وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً
.
وكان العلماء يبادلونه التقدير ، فقد روي عن الفضيل بن عياض أنه قال : ما من نفس تموت أشد علي موتاً من أمير المؤمنين هارون ، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره ، قال فكبر ذلك علينا [ ظننا أن الإمام يبالغ في المدح ] فلما مات هارون ، وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على القول بخلق القرآن قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / قصة الإسلام – هارون الرشيد محب السنة موقر العلماء – بإشراف الدكتور : راغب السرجاني
رأي واحد حول “هارون الرشيد .. مُحب السنّة وموقر العلماء”