إن من أعظم أخلاق الإسلام وتعاليمه الحث على دفع السيئة بالحسنة ، والإحسان إلى الجار ولو كان من ألدَّ الأعداء
.
فقد روتْ كتب السيرة عن النبي ﷺ أنه كان رحيماً بأعدائه اليهود ، فقد كان له جارٌ يهودي مُؤذٍ ، حيث كان يأتي كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيته ﷺ ، وهو يعامله برحمة ورفق ، ولا يقابل إساءته بالإساءة ، بل كان يأخذ القمامة ويُلقي بها بعيداً ، دون أن يخاصمه
.
وذلك لأنه ﷺ كان يعيش لأهداف سامية ، وأخلاقٍ رامية ، وهي تخليص البشرية من العناء ، وإسعادها بعد الشقاء
.
وفي يوم من الأيام أنقطعت أذية الجار اليهودي ، فلم يعد اليهودي يرمي القمامة أمام بيته ، فقال ﷺ : ( لعل جارنا اليهودي مريض فلا بد أن نزوره ونواسيه )
.
تأمل هذه الرحمة ، كيف أشفق على رجل يؤذيه بالقمامة ، وهو [علاوة على ذلك] على غير دينه ، فهو يهودي الديانة ، فذهب إليه في بيته يزوره ، فوجده مريضاً كما ظن ، فلاطفه بالكلام ، واطمأن على حاله ، إنه نُبل الأخلاق وسُمو النفس ، بل قُل : عظمة العُظماء
.
اندهش اليهودي من زيارة محمد ﷺ ، الذي جاء يواسيه في مرضه ، ولطالما كان يؤذيه وهو صحيح معافى ، فعلم أنه رسول الحق ، فلم يملك إلا أن يؤمن برسالته ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / رسالة إلى الغرب – هذل هو محمد ﷺ الرسول الذي يعظمه المسلمون (1 / 7)