بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( زياد بن حدير الأسدي ) على عُشُور العراق والشام [ العُشور : هي الضريبة التي تُفرض على السفن التجارية وهي تُشبه الجمارك حالياً ] ، وأمره أن يأخذ من المسلمين ربع العُشر ، ومن أهل الذمة نصف العُشر ، ومن أهل الحرب [ أي المشركين ] العُشر
.
فمرَّ رجلٌ من تغلب من نصارى العرب ومعه فرس فقوَّمها [ قدَّرها ] ابن حدير بعشرين ألفاً ، وقال للتغلبي : أعطني الفرس ، وخُذ مِني تسعة عشر ألفاً ، أو أمسك الفرس ، وأعطني ألفاً ، فأعطاه التغلبي ألفاً وأمسك فرسه ، ثُمَّ مرَّ عليه راجعاً مرة أخرى ، فقال له زياد : أعطني ألفاً أُخرى !
.
فقال التغلبي : كلما مررتُ بِكَ تأخذ مني ألفاً ، قال زياد : نعم ، قال : فرجع التغلبي إلى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه فوافاه بمكة ، وهو في البيت ، فاستأذن عليه ، فقال له عُمر بن الخطاب رضي الله عنه : مَنْ أنتَ ؟ ، فقال : رجلٌ من نصارى العرب ، وقصَّ عليه قصته ، فقال عُمر : كفى ، ولم يزدهُ على ذلك
.
فرجع التغلبي إلى زياد بن حدير الأسدي ، وقد وَطَّنَ [ ألزمَ ] نفسهُ على أن يعطيه ألفاً أخرى ، فوجد كتاب عُمر رضي الله عنه قد سبق إليه ، يقول فيه : ( من مرَّ بِكَ فأخذتَ منه صدقةً ، فلا تأخذ منه شيئاً إلى مثل ذلك اليوم من الأسبوع القادم إلا أن تجد منهُ فضلاً .. يقصد تبرعاً عن طيب نفسٍ )
.
فقال التغلبي : والله كانت نفسي طيبة أن أُعطيك ألفاً ، وإنّي أُشهد الله أني أصبحتُ على دين الرجُل الذي كتب إليك هذا الكتاب [ أي دين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الإسلام ]
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / الموسوعة في سماحة الإسلام – لـ الدكتور محمد الصادق عرجون (1 / 409)