دم طفل طاهرٍ عبقٍ هنا وهناك ، وأمٌ ثكلى وأخرى نائحة ، وتلك صابرة ، وهذه محتسبة ، وأب يشكو ضعفه وقلة حيلته ، وأخ يبكي أخاه ، وطفلة تنوح أباها
.
ذلك المشهد نراه ليلاً ونهاراً ، سراً وجهاراً ، وقد تبلدت النفوس وقلة الحيلة ، ولا ناصر إلا الله
.
عذراً سوريا فنحن في زمن غير ذلك الزمن ، فقد أصبحت الشاة أسداً ، لو علم بك صلاح الدين لانتفض من قبره إلى نجدتك ، ولو سمع المعتصم صيحتك ، لصار جيشه في خدمتك
.
عذراً سوريا فنحن مشغولون بالمال والأهل والولد ، وأنتم مشغولون بالتضحية بدم والروح وفلذة الكبد
.
عذراً سوريا فنحن نعيش في زمن صار الدعاء هو الحيلة ونعم بالله ولا مغيث إلا الله ، صبراً سوريا ففجرك قريب والظالم يظنه بعيد
.
صبرا سوريا فليلك لن يطول ، وها هو نورك قد لاح في الأفق ، وستشرق شمسك من جديد 💔