دخل ابن السماك رحمه الله على ( محمد بن سليمان ) والي البصرة ، فقال والي البصرة : عظني !
.
فقال ابن السماك : بماذا أصلحك الله ، إنما الناس ثلاثة ، زاهد وصابر وراغب ، فأما الزاهد فقد خرجت الأفراح والأحزان من قلبه ، لا يأس على ما فاته ولا يفرح بما آتاه ، الناس منه في راحة ونفسه في عناء ، وأما الصابر فإنه يشتهيها بقلبه فإذا ذكر ما فيها من عارها وشنارها اقتنع ، ولو اطلعت على ما في قلبه من التعفف لأطلعت على أمر عظيم ، وأما الراغب فلا يدري من أين تأتيه الدنيا ، أفسد فيها دينه أو دنس عرضه ، فمن أي الثلاثة أنت ؟
.
فقال والي البصرة : من الراغبين
.
قال ابن السماك : أف لك ولأصحابك ما يصلح إلا أن يسدَّ بهم الأنهار والجسور
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / الجليس الصالح والأنيس الناصح – للعلامة أبي الفضل سبط الإمام ابن الجوزي – ص225