لهُ أخلاق تدربت على جذب القلوب ، وفاق ذلك كُلَّه سماحة كَفّه ، وصدق جُوده
.
فبعد أن استقرت قلوب المسلمين بالمدينة ، ومضت حياتهم الوليدة تسير في هدوء ، طَفَت إلى سطح حياتهم مشكلة الماء ، فكانت مشكلة توفير مياه يشرب منها المسلمون أول سهم تقذف به الشدائد هذا الجسد الغض
.
فقد كان بالمدينة بئر تدعى (رُومَة) تفيض بالماء العذب ، وكانت ملكاً لرجل يهودي يبيع ماءها للمسلمين ، فمنهم من لا يجد الثمن ، فلا يستطيع أن يصيب من الماء ، فشق ذلك عليهم ، فأحزن هذا رسول الله ﷺ ، فجمع الناس ، ومضى بصوته الحاني يعظهم ويرغبهم في شراء هذه البئر
.
فقال ﷺ : ( من يشتري بئر رُومَة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ؟ ) [ أخرجه الترمذي : 3703 ]
.
صافحت كلمات النبي ﷺ أُذن عثمان رضي الله عنه ، واستقرت في فؤاده ، فأسرع في نشوة المنتصر ، وشَمّر عن ساعد الجِدّ ، وراح يساوم اليهودي حتى اشترى نصفها بأثنى عشر ألف درهم ، فجعله للمسلمين ، فكانوا يشربون الماء ، ويخزنونها في يوم عثمان رضي الله عنه
.
فقال له اليهودي : يا عثمان أفسدت عليّ بئري ، فاشترِ نصفها الآخر بثمانية آلاف درهم
.
.
فضلاً .. أكتب (تم) بعد إتمام القراءة 🌸
.
المصدر / 100 قصة وقصة من حياة عثمان بن عفان – لـ محمدصديق المنشاوي – ص17