أرسل نقفور ملك الروم قصيدةً [ كتبها له أحد كُتّابه من الخونة من العرب ] ، يفتخر فيها بمآثره ويتعرض للإسلام والمسلمين بالسب والشتم ويتوعد بأنه سيملك أرض المسلمين حتى الحرمين الشريفين ، وقام بإرسال القصيدة للخليفة المطيع لله !
.
فلم يرد أحد على قصيدته الدنيئة سوى ( ابن حزم ) وسنورد جزءاً بسيطاً من رده في قصيدته العظيمة التي دافع فيها عن الإسلام والمسلمين وذكر مآثرهم في التاريخ ، حيث يقول ابن حزم :
.
أَلَمْ نَنْتَزِعْ مِنْكُمْ بِأَيْدٍ وَقُوَّةٍ
جَمِيعَ بِلَادِ الشَّامِ ضَرْبَةَ لَازِمِ ؟
وَمِصْرَ وَأَرْضَ الْقَيْرَوَانِ بِأَسْرِهَا
وَأَنْدَلُسًا قَسْرًا بِضَرْبِ الْجَمَاجِمِ ؟!
أَلَمْ تَنْتَصِفُ مِنْكُمْ عَلَى ضَعْفِ حَالِهَا
“صِقِلِّيَّةٌ” فِي بَحْرِهَا الْمُتَلَاطِمِ ؟!
أَحَلَّتْ بِقُسْطَنْطِينَةٍ كُلُّ نَكْبَةٍ
وَسَامَتْكُمُ سُوءَ الْعَذَابِ الْمُلَازِمِ
مَشَاهِدُ تَقْدِيسَاتِكُمْ وَبُيُوتُهَا
لَنَا وَبِأَيْدِينَا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ
أَمَا بَيْتُ لَحْمٍ وَالْقُمَامَةُ بَعْدَهَا
بِأَيْدِي رِجَالِ الْمُسْلِمِينَ الْأَعَاظِمِ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي أَرْضِ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي الْقُدْسِ فِي أُورَشَالِمِ
ضَمَمْنَاهُمُ قَسْرًا بِرَغْمِ أُنُوفِكُمْ
كَمَا ضَمَّتِ السَّاقَيْنِ سُودُ الْأَدَاهِمِ
وَكُرْسِيُّ أَنْطَاكِيَّةٍ كَانَ بُرْهَةً
وَدَهْرًا بِأَيْدِينَا بَذُلِّ الْمَلَاغِمِ
فَلَيْسَ سِوَى كُرْسِيِّ رُومَةَ فِيكُمُ
وَكُرْسِيِّ قُسْطَنْطِينَةٍ فِي الْمَقَادِمِ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَوْدِ الْجَمِيعِ بِأَسْرِهِ
إِلَيْنَا بِعِزٍّ قَاهِرٍ مُتَعَاظِمِ
أَلَيْسَ يَزِيدٌ حَلَّ وَسْطَ دِيَارِكُمْ
عَلَى بَابِ قُسْطَنْطِينَةٍ بِالصَّوَارِمِ ؟
وَمَسْلَمَةٌ قَدْ دَاسَهَا بَعْدَ ذَاكُمُ
بِجَيْشٍ لُهَامٍ كَاللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ
وَأَدَّى لِهَارُونَ الرَّشْيدِ مَلِيكُكُمْ
إِتَاوَةَ مَغْلُوبٍ وَجِزْيَةَ غَارِمِ
.
.
المصدر / كتاب ( البداية والنهاية ) – لـ ابن كثير – المجلد (15) – ص(288-290)
.
فضلاً .. شاركنا بـ برأيك وأدعمنا بـ ( منشن + لايك ) لتعم الفائدة 🌸