كان ( الحاجب المنصور ) شاباً يتيماً فقيراً لا يملك من مقومات الحكم شيء ، ولكن العجيب أنه كان يعلم بما تخبئه الأيام له من حكم الأندلس ، حتى أنه كان يتكلم في ذلك بين أصحابه !
.
حيث يقول موسى بن عزرون : ( اجتمعنا يوماً في متنزه لنا بقرطبة نحن وبعض الرجال ، ومعنا [ ابن أبي عامر ] ، وهو في حداثة سنه ، وابن عمه
.
فقال المنصور : لا بد لي أن أملك الأندلس ، وأقود العسكر ، وينفذ حكمي في جميع الأندلس
.
ونحن نضحك منه ونهزأ به ، وقال : تمنّوا عليَّ إذا حكمت الأندلس !
.
فقال ابن عمه : أتمنّى أن توليني على المدينة
.
وقال رجل : أشتهي أن توليني أحكام السوق
.
وقال آخر : نتمنّى أن توليني القضاء
.
ولكن عندما جاء دور [ موسى بن عزرون ] ، وقال له المنصور : تمنّى أنت ! ، فضحك منه ، وأسمعه كلاماً سمجاً قبيحاً [ استهزاءاً منه ]
.
فلم يك إلا أن صار الملك إليه ، فولَّى ابن عمه المدينة ، وولى من أراد السوق السوق ، وكتب لمن تمنى القضاء بالقضاء ، ويقول موسى : ( وأغرمني أنا مالاً عظيماً ، وأفقرني لقبيح ما كنت جئت به )
.
.
المصدر / كتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا – تاريخ قضاة الأندلس – لـ أبو الحسن النباهي المالقي
.
فضلاً .. شاركنا بـ برأيك وأدعمنا بـ ( منشن + لايك ) لتعم الفائدة 🌸