والشيء بالشيء يذكر ، أي بما قاربه .. كان عبدالملك بن مروان محباً لعاتكة بنت يزيد بن معاوية ، فغاضبته يوماً ، وسدت الباب الذي بينها وبينه ، فساءه ذلك وتعاضله ، وشكا إلى من يأنس به من خاصته ، فقال له عمر بن بلال الأسدي : إن أنا أرضيتها لك حتى ترى فما الثواب ؟ ، قال عبدالملك : حكمك
.
فأتى إلى بابها ، وقد مزق ثوبه وسوده ، فاستأذن عليها وقال : أعلموها أن الأمر الذي جئت فيه عظيم ، فأذنت له ، فلما دخل رمى بنفسه وبكى ، فقالت : ما لك يا عم ؟ ، قال : لي ولدان هما من الإحسان إلي في الغاية ، وقد عدا أحدهما على أخيه فقتله ، وفجعني به ، فاحتسبته وقلت : يبقى لي ولد أتسلى به ، فأخذه أمير المؤمنين وقال : لا بد من القود ، وإلا فالناس يجترئون على القتل ، وهو قاتله إلا أن يغيثني الله بك !
.
ففتحت الباب ودخلت على عبدالملك وأكبت على البساط تقبله وتقول : يا أمير المؤمنين ، قد تعلم فضل عمر بن بلال ، وقد عزمت على قتل ابنه ، فشفعني فيه ؟ ، فقال عبدالملك : ما كنت بالذي أفعل ، فأخذت في التضرع والخضوع حتى وعدها العفو عنه وصلح ما بينهما ، فوفى لعمر بما وعده به
.
.
المصدر / كتاب ( جمع الجواهر في الملح والنوادر ) لـ إبراهيم الحصري القيرواني
.
فضلاً .. شاركنا بـ برأيك وأدعمنا بـ ( منشن + لايك ) لتعم الفائدة 🌸